كيف تفكر للعمل الجيد



كيف تفكر للعمل الجيد


الكمية الوفيرة منّا طوال جلوسه فى وقت السكون أو طوال ممارسته للرياضة أو حتى أثناء استغراقه في دُش الصباح، فإذا بفكرة عابرة تمخر عباب عقله و تتلاقفها أمواج النقد والتحليل ثم ما تلبث العاصفة العقلية أن تهدأ إلا وفي هذا الحين عقدنا العزم على البحث والاتساع في هذه الفكرة الجميلة فيما بعد إلا أن! لا يحصل ذاك مع الأسف؛ إما لعدم القابلية للتنفيذ أو لنسيانها في قادمٍ الأيام. ثم نتساءل لماذا بَخُلت عقولنا بالأفكار؟ والجواب يا أصدقائي عقولنا لم ولن تبخل بأي حال من الأحوالً؛ و إلا أن تعودت الإهمال.


قائمة الأفكار أو لنقل قائمة الإبداع و الإلهام هي عائد عقلك العظيم وتدوينها يعتبر توثيقاً لتلك الأفكار التي ستتبخر في التتمة إن لم تكثفها على الورق. لايوجد واحد فرد على هذه الأرض لا ينسى و نحن لسنا استثناءً، فالإنسان بطبعه ينسى و ذاك شئ طبيعي. و إلا أن قد يصيبنا الغرور بين الحين والآخرً ونجزم أننا لن ننسى تلك الفكرة الجميلة وستستمر حية في تفكيرنا، وفي ذاك الحين يصدر ذاك في أحيانٍ وفيرة وربما لا ينشأ فتضيع وننساها مثلما نسينا غيرها. ومن هنا تجيء وجوب تدوين الأفكار التي ينتجها العقل.

  

خطوات عملية لتدوين الأفكار


لا داعي لأن تحط لنفسك العديد من الشروط لتلتزم بذاك فالأمر سهل بشكل ملحوظً، في حين يجيء ثلاث خطوات لعمل ذلك:
   
١- إذا أسفر عن عقلك الضخم رأي ما، فلا تترك العقل يتوقف! بل فكّر بتطويرها وتحسينها وصياغتها؛ لأن عقلك يكون نشيطاً في تلك المدة. بالإضافة للحماس الذي ستمر به في ذاك الزمن. فتجد عقلك يقيّم هذه الفكرة في الحالً إلا أنه يميل باتجاه الحكم فوق منها بحسب طبيعة الشخص؛ فإما أن يكون شخصاً متفائلاً فلا يفتش العقل إلا عن ميزات هذه الفكرة الجميلة. أو أن يكون الواحد متشائماً فيجد أن فكره ينتقد الفكرة الوليدة بشدة. لذا من الجوهري أن تقيّم هذه الفكرة بتوازن بنظرتين مختلفتين.
  

٢- اجعل لنفسك قائمة سواءٌ ورقية أو إلكترونية تدوّن فيها كل ما يطرق أبواب عقلك من آراء واكتب كل التفصيلات المتعلقة بها. يجب أن تكون تلك اللائحة في ترتيب تجتاز فوقه دائماً. فمثلاً إذا كنت ممن يستخدم الملاحظات كثيرا في الموبايل فضعها ثمة، أما إذا كان لديك رف في البيت تستعرض ما فيه دورياً فذلك أنسب ترتيب لقائمتك.

من المهم أن تشتمل على الفهرس كل ما هو مرتبط بالفكرة، ولا تكتفِ برؤوس الأقلام بل اكتب كل ما خطورَ ببالك بأدنى كمية من الكلمات حتى لا تتكاسل عن فراءتها في وقت لاحقً. التفصيلات تجيء أهميتها بأنها هي آراء منفصلة بحد ذاتها، وحلول لمعوقات في تنفيذ الفكرة الأساسية. أسلوب كتابة الفكرة وتفاصيلها ليست أساسية بكمية كبير غير أن الابرز هو أن تتم كتابتها على صوب واضح.
  

٣- اطلع على اللائحة باستمرار ولا تهجرها؛ فذلك يشعرّنها ويطوّرها لأنك قد تنظر لها من زاوية أخرى، وربما تكون مررت بموقف معين أو ساهمت حديثاً في حوار مرتبط بما هو مدوّن في تلك الفهرس فتقوم بدراستها مرة أخرى المسألة الذي قد يقفز بفكرتك لمستوى أعلى وتتنقل لمرحلة أكثر تقدماً.

  
انظر لجميع وجهة نظر في الفهرس على حدة وانقدها مرة كمؤيد لها ومرة أخرى كمعارض لها، فدراستها ونقدها وتقييمها من حين لآخر يزيد من صلابتها ويضعها في المسار السليم. ولا مانع من ذكرها ومناقشتها مع مَن ترى أنه سيأخذ دورا في تطويرها أو تحديد وجهتها التوجيه السليم. نشد ألا تبتعد عن الأفكار التي أنتجها عقلك؛ خسر تطرُق باب عقلك منظور أخرى تكون مكمّلة لإحدى أخواتها الأول منها سنّاً. وأحياناً من المحتمل أن يكون منها ما هو مستعد للانتقال من عالم التهيؤات لعالم الواقع جراء تتيح الظروف الحادثة للتطبيق.



ماذا إذا امتلأت السجل؟!


قد تبدأ بتشكيل قائمتك الشخصية للأفكار وتجد أنها امتلأت حتى الآن فترة من الوقت بحزمة من الأفكار الرائعة، وهذا بحد ذاته شي جميل، لأن قدوم الكمية الوفيرة من آراء في السجل يحسسك بالرضا والعرفان لله سبحانه وتعالى على نعمة العقل ويحسسك بشئ من الإنجاز. إلا أن تواجد اعداد من الأفكار التي تتصاعد من دون أن تقوم بشيء ما تجاهها قد يجعلك تتراخى وتقلص من وجوب هذه المجموعة من الأفكار.

 في هذه الظرف يكون من الأجدى أن تُزيل بعضها من اللائحة ولذا يكون بواسطة ثلاثة بدائل، أول هذه البدائل، وهو المفضل لديّ، أن تقوم بأداء هذه الفكرة الرائعة، وهذه هي غرض تسجيل الأفكار والهدف الأساسي من تشكيل هذه الفهرس. أما إذا كنت لا يمكن لها تنفيذها في الدهر القائمًّ ولا مستقبلاً، فلا مانع من أن تشاركها مع مَن يمكن له الأخذ سواء لينفذها لوحده أو بالتعاون معك أو حتى باستطاعتك أن تُصيغها على باتجاه ممنهج وجميل وتُرسلها لمَن يستطيع أداؤها سواءٌ أكانت جهة حكومية أو شركة أو حتى فرداً و ذاك هو الخيار الـ2.
  
أحدث هذه البدائل الثلاثة هو إلغاء هذه الفكرة من الفهرس، ومن الأجود أن تجعل ذاك الخيار مستبعداً طول الوقتً، إلا أن إذا ثبت عدم المقدرة على الأخذ مراراً و تكراراً فلا إيذاء من ذلك.



الكثير من قوائم للأفكار!


في حال اعتبرت مخّك نشيطًا بحيث يولّد لك عددًا عارمًا من الأفكار فهذا شي جميل ولابد من تحمد الله على ذلك، ويكون من الأجدى في حالتك أن تحط الكمية الوفيرة من قوائم معنونة على حسب إما المدة؛ كأن تقول مثلاً قائمة عام ١٤٣٩، أو تعنونها على حسب التخصص، ولذا هو الأجود. فمثلاً، على الأرجح أن يكون لديك قائمة بالأفكار التطوعية وأخرى للمشاريع التجارية وثالثة لتحسين الذات، وهكذا.
  

إن تسجيل الأفكار وتدوينها يعتبر واحد من أداوات تجديد الذات؛ لأنك في هذه الظرف تعترف على صوب سليم عقلك وتفوقه. وكذلكًًً تكون قد قمت بخطوة نحو الأخذ حتى إذا قد كانت قليلة بشكل كبيرً. وكذلكًً قد تأخذ دورا في تطوير غيرك على يد مشاركة الأفكار.

  
وفي التتمةً، فإن تلك المجموعة من الأفكار الرائعة التي أنتجها عقلك هي بمثابة كنز شخصي لك، والقيام بتدوينها هو محافظة على ذلك الكنز من الضياع والنسيان.

google-playkhamsatmostaqltradent